منذ تأسيسه سنة 1949، تميز نادي الرجاء الرياضي عن غيره من الفرق الوطنية بأسلوب لعب عصري، سيتحول فيما بعد إلى "ماركة مسجلة" باسم الرجاء، أو كما يلقبها الجمهور ( الرجا الفراجا ).
بدأت معالم الأسلوب الرجاوي في البروز منذ تولي المرحوم "الأب جيكو" تدريب الفريق الأخضر، فبعد عدة زيارات قام بها لفرنسا و إنجلترا و البرازيل، لاحظ الأب جيكو إختلاف طريقة اللعب هناك عن المألوف بالمغرب، فقد أبهرته التمريرات القصيرة و اللعب الجماعي و التحولات الهجومية السريعة؛ و أراد نقل ذاك الأسلوب للمغرب من بوابة فريقه الرجاء.
إنطلق الأب جيكو في نسج أولى معالم الأسلوب الرجاوي بمكان التداريب اليومي للفريق في شارع الفداء بدرب السلطان، ليطل على جمهوره نهاية كل أسبوع بالملعب الخاص بالرجاء حينها و الواقع بشارع 2 مارس قرب مقر الدرك الملكي.
مكن أسلوب "دقة دقة" لاعبي الرجاء الرياضي من تقديم عروض مبهرة أكسبتهم شهرة منقطعة النظير في أوساط الجماهير البيضاوية، و مكنتهم من حشد قاعدة جماهيرية من "الذواقة" الذين كان همهم الوحيد هو الفرجة و المتعة رغم غياب الألقاب في البدايات.
كما هو معلوم اليوم، فتطبيق أسلوب "التيكي تاكا" ليس بالسهل بتاتا، بل يتطلب توفير لاعبين من المستوى العالي و بالخصوص ضابطي الإيقاع في خط الوسط، ليتمكن الفريق من الحفاظ على أعلى نسبة إستحواذ و ليربط بين كل خطوط الملعب؛ و من حسن حظ نادي الرجاء فقد تميز منذ تأسيسه بلاعبين أقل ما يقال عليهم أنهم 'فنانون مبدعون' يرسمون أحلى اللوحات و يقدمون أبهى العروض فوق المستطيل الأخضر.
كان أولهم طيب الذكر الفنان ( حميد بهيج ) الذي كان مايسترو زمانه، ثم بعده تعاقب على وسط الرجاء تلة من الأساطير نذكر منهم : مصطفى شكري الملقب ببيتشو، عز الدين، عبد الرزاق الدغاي، عبد المجيد ظلمي، عبد اللطيف بڭار، سعيد الصديقي، فتحي جمال، مصطفى خالف، عبد اللطيف جريندو، عمر النجاري، يوسف السفري و غيرهم من كبار الكرة المغربية.
هذا دون أن ننسى المدربين الذين كان لهم دور كبير في ترسيخ الأسلوب الرجاوي على مدار أجيال متوالية، نذكر منهم : المدرب البلغاري تاشكوف، التيباري "الذي توج مع الرجاء بأول لقب سنة 1974 برسم منافسات كأس العرش بعد تغلبه على المغرب الفاسي في النهاية بهدف دون رد"، كابريطا الذي توج مع النسور بأول لقب بطولة سنة 1988, رابح سعدان، وحيد هاليلوزيتش، أوسكار فيلوني، جون إيفشاي، فوزي البنزرتي و القائمة طويلة.
على مدار 70 سنة من تأسيسه ظل نادي الرجاء الرياضي يشكل الإستثناء في الساحة المغربية بتقديمه لكرة قدم راقية و أداء عصري مكن النادي من تكوين قاعدة جماهيرية كبيرة و ترسيخ فلسفة لعب خاصة تميزه عن باقي الأندية المغربية و تضعه في مصاف الفرق العالمية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
سيتم نشر تعليق بعد الموافقة عليه من طرف الإدارة